الصفحة الرئيسة
رسالتنا

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله

تقديم

يعتبر المسجد في الإسلام مركز الإشعاع الروحي ومصدر التوجيه الديني، ونظرا لذلك فقد كانت له أدوار رائدة في تاريخ حضارة الإسلام. ويدل على تلك المكانة والأهمية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجرد وصوله في المدينة المنورة ـ المركز الأول لدولة الإسلام ـ كان أول أعماله وضع الحجر الأساس لمؤسسة المسجد وتشييدها، حتى تكون محضنا لأتباع الدين الحق ومقرا لتنظيم أعماله وبرامجه.
ففي المسجد النبوي كان يُلقن الوحي للصحابة، وفي المسجد كان يتلقى المسلمون أحكام الحلال والحرام، وفي المسجد كان يتعلم الصحابة كيف يعبدون الله، وفي المسجد كانت تُجهز الجيوش للجهاد في سبيل الله، وفي المسجد كانت تُنظم بعثات الدعوة إلى الإسلام في الآفاق، ومنه كانت تنطلق قوافل الغزاة والدعاة في سبيل الله، .. وهكذا كان المسجد الملاذ للمسلمين في الملمات، إليه يرجعون ومنه ينطلقون.
***
وقد أناط الله تعالى أمر نشر دينه بالدعوة إليه من قِبل أتباعه، حتى أنه سبحانه أراد أن تكون الدعوة مهمة مميزة للأمة الإسلامية، قال تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ ويأمرون بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }[آل عمران104]،
ومن أجل هذه الميزة كان للأمة الإسلامية الأفضلية على غيرها، {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أخرجت لِلنَّاسِ تأمرون بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤمِنُونَ بِاللّهِ} [آل عمران110]

وليس من الغريب أن يرتبط المسجد في المجتمع المسلم بعمليتيْ التعليم والدعوة، اللتيْن تُعدان من أوكد ما أمر به الإسلام أتباعه، وهما المنهج الوحيد الذي اختاره الله للتشبع بتعاليم دينه الحنيف، فبهما يتخلص المسلمون من الأمية والجهل، وبهما يرتقون في درجات التزكية والعلم، ومن أجلهما كان مبعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى المؤمنين إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِم آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ }[آل عمران164]، وقال عز من قائل: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأميين رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِم آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}[الجمعة2]. 
إن مهام الأنبياء عليهم الصلاة السلام من الدعوة والنصح والتوعية والتزكية والتبليغ لا تخرج في جوهرها عن مهمة أساسية واحدة هي التعليم، ولذلك لخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم كل تلك المهام في قوله: إنما بعثت معلما.
ومن كل هذا يتضح بجلاء الاقتران الضروري لكل من الثلاثة: المسجد/التعليم/الدعوة في الإسلام؛...
وانطلاقا من هذا الاقتران تأتي هذه الصفحة "صفحة النشاط المسجدي" لتسهم في العمل الدعوي التعليمي المسجدي، قياما بالواجب الديني، وتطلعا لتلك العصور الإسلامية الزاهرة منذ عصر الرسالة التي كان المسجد فيها جامعة شعبية يؤمها المسلمون رجالا ونساء من مختلف الطبقات والأعمار للتفقه في الدين، وتلقي مختلف العلوم في حلقات العلماء والفقهاء.

 

 

 

 

 

مكتبة الدروس والخطب
ورقات دعوية
مستجدات إعلامية
ركن الفتوى
البث المباشر
اتصل بنا
سجل الزوار