حكمُ تملُّكِ مواتِ الأرضِ في الشَّرعِ الإسلامي

  • حكمُ تملُّكِ مواتِ الأرضِ في الشَّرعِ الإسلامي

أصل الموضوع خلاصة علمية من رسالة للطالب قاسم بن بكير دودو من قسم السنة الثالثة من معهد عمي سعيد للدراسات الإسلامية والحضارية (قسم التخصص سابقا) والموسومة بـ: إحياء الموات: فقه تملك أرض الموات وأهميته ، تقدّم بها لنيل شهادة الليسانس في العلوم الإسلامية، وقد ناقشها يوم الخميس 30 محرم 1437هـ/ 12 نوفمبر 2015م بالمركز العلمي –باباوالجمة-.

أسبابُ اختيارِ الموضوع:

كانَت الأسبابُ التي أَوقَدت في نَفسي جذوة التَّنقيبِ، والبحثِ في الموضوعِ مُتعدِّدةٌ مُتنوِّعةٌ منها:

  • أهميَّةُ الموضوعِ حيثُ إنَّهُ من فقهِ الواقعِ المُعاش، معَ توفُّر مادَّته العلميَّة في المَكتبةِ الإسلاميّة عمومًا.
  • حاجةُ المسلمِ المعاصرِ إلى معرِفةِ ضوابطِ الشَّرعِ في كلِّ حركاتِه، وسكناتِه.
  • حاجةُ المجتمعِ المزابِيِّ الماسّةُ إلى هذا الموضوعِ، حيثُ كثُر الإقبالُ على إحياءِ مواتِ الأرضِ.
  • ازديادُ الكثافَةِ السُّكانيةِ على حسابِ العمرانِ، مع التهابِ أسعارِ الأراضِي المملوكَة.
  • ندرةُ الموضوعِ خِلال ثنايا كُتبِ المذهبِ الإباضيِّ - على حدِّ اطِّلاعِي – و ذكرٍ لمسائلِه من غيرِ تَفصيلٍ، ولا تدليلٍ لها.

الخلاصة:

بعد البحثِ، والاستقصاءِ في فقهِ تملُّكِ موات الأرضِ من حيث: مشروعيَّتُه، وأهمِّيتُه، وكيفيِّتُه، وأنواعُه، فإنَّني أُوجزُ أهمَّ ما تَوصَّلتُ إليه من نتائجَ فيما يأتي:

  1. إنَّ مواتِ الأرضِ ما ليس ملكًا لأحدٍ، ولاحقًّا له خاصاَّ؛ وبالتّالي جاز تملُّكه، عند جمهور الأمّة.ِ
  2. إنَّ إحياءَ مواتَ الأرضِ أسبابِ التَّملُّكِ المباحِ، والمشروعِ في الإسلامِ، ودلَّت على ذلك أدلَّةٌ من القرآنِ، والسُّنة.
  3. إنَّ الهدَفَ من إحياءِ مواتِ الأرضِ؛ عمارتُها، وتعظيمُ خراجها، واستخراجُ كنوزها، وتحقيقُ الاكتفاءٍ الذاتيٍّ، وتوفيرُ السَّكن، بالإضافةِ إلى مناصبِ الشُّغل.
  4. إنَّ إحياءَ مواتِ الأرضِ مهمَّةٌ استخلافيَّةٌ، ومن أجلِّ القُرباتِ إلى الله بشرط إخلاصِ النِّية في ذلك.
  5. إنَّ إحياءَ مواتِ الأرضِ مندرجٌ تحت مقاصد الشّرع التي جاءت لحفظ النَّسل، والمال، والعرض.
  6. إنَّ تملُّكَ مواتِ الأرضِ إنَّما يكونُ بإحيائِه، لأنَّ الهدفَ منه؛ استثمارُ الأرضِ، وعمارتُها، لا تحجيرُها وتعطيلُها بوضعِ علاماتٍ عليها.
  • ولم أقصد في هذا البحث إلى استقصاءِ كلِّ المسائل المتعلِّقةِ بالموضوع، و عرضِها، وإنّما قصدتُ إلى:
  • التّمرس على الكتابة وِفق منهجيّةٍ علميّةٍ صحيحةٍ.
  • الاطّلاع على كيفيّة اجتهاد الأئمّة في الأحكام الشّرعية، وأسبابِ الاختلاف الذي قام بينهم.
  • معرفة الجهد العظيم الذي كان يبذله كلّ من الأئمة، والآفاقِ العلميّةِ الواسعة التي كانت عمدتهم وعدّتهم في كلّ بحث.
  • مزيد علم بأنّ محور اجتهاداتهم؛ إنّما كان كتاب الله وسنة رسوله، ولم يتحولوا عنها مهما اختلفوا في الفروع، ولم يتفرّقوا عنها مهما تباينت منهم الآراء و المذاهب.
  • وأخيرا: فهذا ما تيسَّر لي عرضُه، وبحثُه، من مسائلَ فقهيةٍ متعلِّقةٍ بفقهِ تملُّكِ مواتِ الأرضِ، ولا أدَّعي أنَّني قد أعطيتُ الموضوعَ ما يستحقُّه من بحثٍ، وتمحيصٍ، فبضاعتي قليلةٌ، وتجربتي قصيرةٌ، ولا يزالُ الموضوعُ في حاجةِ إلى مزيدِ بحثٍ، واستقصاءٍ، وتسليطِ أضواءٍ على مختلِف جوانبِه.  

و أختم كلامي كما بدأته بحمد الله تعالى، وأسأله سبحانه وتعالى أن يلهمني وإيّاكم رشادا في القلب، و فهما سديدا في العقل، و استقامة دائمة في السلوك، راجيا منكم الدعاء لي بتحقيق سعادة الدارين، وأن لاّ يحرمنا الله من نعمة الإخلاص وحسن الختام، إنّه بالإجابة جدير فنعم المولى ونعم النصير. 

لايوجد تعليقات

أضف تعليقا للموضوع : حكمُ تملُّكِ مواتِ الأرضِ في الشَّرعِ الإسلامي