موقع إروان   أضفنا إلى المفضلة اجعلنا صفحة البداية   الصفحة الرئيسة
خارطة الموقع ساهم معنا اتصل بنا سجل الزوار مواقع فرعية  
 
 
 
 
مساهمات فكرية   2011-10-29
قراءة في وثائق المراسلات العمانية المغاربية في القرن 10 هـ ملخص لمشاركة في مؤتمر التواصل العماني المغاربي في العصر الحديث
 

بسم الله الرحمن الرحيم

جامعة آل البيت

وحدة الدراسات العمانية

الملتقى العلمي الثامن لوحدة الدراسات العمانية

بعنوان :

التواصل الحضاري العماني المغاربي في العصر الحديث

المحور الثاني: التواصل العلمي العماني المغاربي

ملخص البحث الموسوم بـ:

قراءة في وثائق المراسلات العمانية المغاربية في القرن 10 هـ

إعداد

بشير بن موسى الحاج موسى

مؤسسة الشيخ عمي سعيد ـ غرداية/ الجزائر

بسم الله الرحمن الرحيم

تعد المراسلات بين الجهات المختلفة من البلدان والأشخاص والجماعات مؤشرا صريحا على نوع معين من العلاقات، وتتسم المراسلات بطابع البقاء الوثائقي والشهود التاريخي، بحيث تبقى عبر القرون معبرة عن طبيعة الصلة التي تربط بين الجهات التي تتبادل المراسلات، وتتجلى أهمية المراسلات كونها -في الكثير الغالب- أداة لنقل الأخبار والاهتمامات المشتركة، ووسيلة للتعبير عن المشاعر والأحاسيس بطريقة عفوية، الشيء الذي ينتج عنه تراكم رصيد معتبر ونادر من القرائن المصاحبة لنصوص تلك المراسلات، من مثل الحوادث والقضايا والأشخاص وذكر الأزمنة والأمكنة، ولذلك فإن لهذه المراسلات قيمة علمية كبيرة ودورا مهما في التأريخ الخاص والعام على مستوى الأشخاص والجماعات والدول.

وقد عرف التاريخ علاقات وطيدة بين عمان والمغرب الإسلامي، وبالأخص المناطق التي كانت آهلة بالإباضية، والتي تتربع على الشريط الممتد من جبل نفوسة في ليبيا شرقا، مرورا بمناطق تونس: خاصة جزيرة جربة، وانتهاءً بالخط الذي يعمره الإباضية في الجزائر غربا، والمتمثل في وادي مزاب ووارجلان.

ونظرا لنوعية العلاقات التي كانت بين الجانبين والتي تترجمها المراسلات المتبادلة بينهما جاء هذا البحث الموسوم بـ: "قراءة في وثائق المراسلات العمانية المغاربية في القرن 10 هـ" ليسهم في الكشف والتعريف بهذا الجانب المضيء من تاريخ العلاقات العمانية المغاربية.

وقد مكّن هذا البحث من استخلاص النتائج التالية:

أولا: انطلقت المراسلات بين المشرق والمغرب أيام الإمام أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة في القرن 02 هـ، وقد أثبتت كتب التاريخ إرهاصات تلك المراسلات من الأسباب والدواعي والأحداث، وحفظ التاريخ العديد من هذه الرسائل وأهمل الكثير، والمحفوظ منها ينم عن الارتباط الوثيق بين الجانبين وعن تعلق المغرب الإباضي بمرجعيته في المشرق، وهذا ما يوضحه التواصل المستمر بالمراسلة بين الأئمة المتعاقبين على زعامة الإباضية بالمشرق ومن جاء بعدهم من العلماء وبين الأتباع بالمغرب (وقد أحصى الباحث 11رسالة هي بواكير المراسلات في مرحلة نشأة العلاقات بين الجانبين).

ثانيا: تميزت العلاقات العمانية المغاربية بثراء وقوة في مرحلة النشأة (من نهاية ق01هـ إلى منتصف ق 03 هـ)، ثم تقهقرت هذه العلاقات وعرفت فتورا ورجوعا بصفة جلية، سببُه عدم استتباب الأمن هنا وهناك، وما عرفه المجتمعان من تحولات جذرية في المجال السياسي.

ثالثا: في القرن 10هـ عرفت العلاقات طفرة نوعية حيث كثرة الزيارات والمراسلات بين الجانبين، فكان فاتحة عهد جديد للتواصل العماني المغاربي.

رابعا: جمع الباحث في هذا البحث كل ما اكتشفه من المراسلات العمانية المغاربية في القرن 10هـ، واجتهد في عرضها وتحليلها، سعيا منه لاكتشاف الجديد منها وفيها، مما لم يُعرف من قبل ولم يُجمع ولم يُتناول بالبحث والدراسة.

خامسا: بلغ عدد المراسلات التي تم تناولها في هذا البحث 06 مراسلات، هي:   

1.                       رسالة علماء عمان ومشايخها على لسان الشيخ محمد بن عبد الله بن مداد الناعبي النزوي العماني (ت: 917هـ) إلى أبي النجاة يونس بن تعاريت وأبي زكرياء يحي بن سعيد وأهل جربة.

2.                       رسالة عبد الله بن عمر بن زياد البهلوي النزوي العماني (حي في شعبان سنة 983هـ/1575م) إلى إباضية المغرب في جربة ونفوسة ووادي مزاب ووارجلان.

3.                       رسالة عبد الباقي بن محمد بن علي العقري النزوي العماني (ق10هـ) إلى أهل نفوسة وجربة.

4.                       رسالة أسد بن عبد الله بن أسد الأغبري النخلي العماني (ق10هـ) إلى إباضية المغرب في جربة ونفوسة ووادي  مزاب ووارجلان.

5.                       رسالة جواب أبي مهدي عيسى بن إسماعيل المصعبي (ت971هـ) على رسالة عبد الباقي بن محمد العماني.

6.                       رسالة أبي مهدي عيسى بن إسماعيل المصعبي الثانية إلى أهل عمان.

سادسا: توصل الباحث إلى مجموعة من الخصائص التي ميزت المراسلات العمانية المغاربية في القرن 10هـ، سواء كان ذلك بصفة كلية أو جزئية، وتتمثل فيما يلي:

1.      بعض المراسلات كان تجاوبا وتفاعلا مع مبادرات الزيارات بين الجانبين، كرسالة محمد بن عبد الله بن مداد التي أخبر فيها بزيارة عيسى بن أبي بكر الجربي لعمان؛ و رسالة عبد الله بن عمر بن زياد العماني التي أخبر فيها بزيارة الفقيه سليمان بن عبد الجبار المصعبي لعُمان؛ ورسالة أبي مهدي عيسى بن إسماعيل المصعبي الثانية التي أخبر فيها بزيارة الفقيه الأديب مسعود بن أحمد العماني لوادي مزاب.

2.      من المراسلات ما كان جوابا على رسائل سابقة، كرسالة أسد بن عبد الله الأغبري التي كانت جوابا على رسالة الشيخ محمد بن زكرياء الباروني النفوسي، ورسالة أبي مهدي المصعبي الأولى التي كانت جوابا على رسالة عبد الباقي بن محمد العماني.

3.      انفردت رسالة عبد الباقي العماني بطلب الإجابة على مجموعة من الأسئلة، ما يعكس الرغبة في الاستفادة مما عند الطرف الآخر. وقد خرجت رسالته عن مألوف الرسائل بما اختصت به من طرح لمسائل علمية دقيقة، مثيرة للانتباه ومُلفتة لأهل العلم، حازت اهتمام قطبين من أقطاب إباضية المغرب آنذاك، هما أبو العباس الشماخي (ت928هـ) وأبو مهدي المصعبي (ت971هـ)، حيث أفرد كل واحد من الشيخين جوابا على الرسالة. وبذلك حظيت بجوابين مستقلين، على غير العادة المألوفة.

4.      تركيز المراسلات على جملة من المواضيع والتوصيات تمثلت في الآتي:

ü        التذكير بالرابطة الفكرية والعقدية التي تجمع أهل عمان بأهل المغرب، وهي المدرسة الإباضية، وضرورة الالتفاف عليها والتحذير من التساهل فيها.

ü        الاعتراف بأثر أهل عُمان على أهل المغرب، وبالأفضال السابقة للعمانيين على إخوانهم أهل المغرب، كما ورد واضحا وصريحا في رسالتي أبي مهدي عيسى بن إسماعيل.

ü        النصح في الله والتوصية بتقواه، والترغيب في الاتحاد والتحذير من الافتراق، وفي لزوم طريق الخير والحق والاستقامة.

ü        التقدير والاحترام المتبادل بين الجانبين، وهذا ما تترجمه العبارات المنمقة من الإكبار والإجلال والمدح والاحتفاء وإظهار الاشتياق، ما ينم عن مشاعر الأخوة الصادقة والمودة الصافية بين الجانبين.

ü        الطلب المتبادل بين الجانبين للدعاء الصالح في مظان الإجابة، وهذا أثر من آثار العلاقة الروحية القوية بين الطرفين.  

ü        التعاون العلمي بين الجانبين، كالرغبة في الحصول على الكتب والمؤلفات، مثل الذي ورد في رسالة عبد الله بن عمر بن زياد العماني حيث طلب تزويده بمسند الربيع بن حبيب وكتاب أبي مسألة.

ü        الإخبار بتغيرات الأوضاع لدى الجانبين، مثلما تضمنته رسالة عبد الباقي بن محمد العماني من ذكر إحياء الإمامة وزوال ملك النبهانيين؛ وكذا ما جاء في رسالة أسد بن عبد الله الأغبري من الإشارة إلى تدهور الجوانب الدينية والعلمية وقلة العلماء لدى الجانين، وما أفاده أبو مهدي عيسى بن إسماعيل في رسالته الثانية إلى أهل عمان من تحسن الأوضاع في وادي مزاب.

5.      احتوت المراسلات على مادة خبرية معتبرة مما لم يكتب له التخليد في كتب التاريخ، من ذلك:

Ü      زيارة عيسى بن أبي بكر الجربي لعمان ملتجئا ومستجيرا، بعد أن خرج من بلده جربة هو وأولاده.

Ü      زيارة الفقيه سليمان بن عبد الجبار المصعبي لعُمان ونقلُه لشرح رائية أبي نصر تأليف صاحب الرسالة عبد الله بن عمر بن زياد من عُمان إلى وادي مزاب.

Ü      زيارة الفقيه الأديب مسعود بن أحمد العماني لوادي مزاب، كما أفادته رسالة أبي مهدي عيسى بن إسماعيل الثانية.

Ü      انتصار أبي زكرياء يحي بن سعيد السمومني شيخ الحكم بجربة على الترك بعد قتال جرى بين الطرفين.

Ü      استقبال أهل عمان لمجموعة معتبرة وقيّمة من المصادر المغربية الإباضية في الفقه والعقيدة أرسلها إليهم أهل المغرب النفوسيون، كما أفادته رسالة عبد الله بن عمر بن زياد العماني.

Ü      إبداء أهل عمان الاستعداد لاحتضان مجموعة من الطلبة المغاربة، ليتفرغوا لطلب العلم، كما ورد في رسالة أسد بن عبد الله الأغبري.

Ü      توجيه الشيخ محمد بن زكرياء الباروني (ت: 997هـ) رسالة له إلى أهل عمان كما ورد ذكره في رسالة أسد بن عبد الله الأغبري؛ وكذا تأليف الشيخ أبي العباس الشماخي(ت928هـ) رسالة لأهل عمان جوابا على رسالة عبد الباقي بن محمد العماني، أفاد بذلك أبو مهدي عيسى بن إسماعيل في رسالته الأولى.  

Ü      بروز أعلام جديدة غير معروفة في كتب التاريخ والتراجم المتداولة أو تكاد تكون كذلك، منها:

1)      عبد الباقي بن محمد بن علي العقري النزوي العماني (ق10هـ) كاتب الرسالة إلى أهل نفوسة وجربة.

2)      أسد بن عبد الله بن أسد الأغبري النخلي العماني (ق10هـ) كاتب الرسالة إلى إباضية المغرب في جربة ونفوسة ووادي  مزاب ووارجلان.

3)      الزوار الثلاثة الذين أفادت المراسلات بزياراتهم، عيسى بن أبي بكر الجربي، سليمان بن عبد الجبار المصعبي، مسعود بن أحمد العماني.

4)      الشيخ أبو البيان وضاح بن محمد الوارد ذكره في رسالة أبي مهدي الثانية.

5)      أبو عبد الله محمد بن مداد الوارد ذكره في رسالة أبي مهدي الثانية.

6)      الشاعر خلف بن محمد بن حلوان، الذي نظم مقطوعة شعرية جوابا على رسالة محمد الباروني.

التوصيات:

يوصي الباحث بعد نهاية هذا البحث بما يلي:

1)      رصد إمكانات خاصة لاكتشاف ما لا يزال مغمورا من كل ما له علاقة بالتواصل العماني المغاربي، وبخاصة المراسلات المتبادلة بين الجانبين، بالبحث في مراكز الأرشيف والمخطوطات.

2)      تأليف "موسوعة وثائق التواصل العماني المغاربي"، تكون معلمة جامعة لكل الوثائق والنصوص التي تؤرخ للعلاقات العمانية المغاربية، من رسائل و قصائد وزيارات وتقييدات، وغيرها.

3)    إعداد نبذة مركزة تؤرخ للعلاقات العمانية المغاربية، تُوجه للتوظيف في المناهج التربوية للبلدان المعنية في المشرق والمغرب، حتى يتعرف أجيال المستقبل بأمجاد أسلافهم، ويكون ذلك مدعاة للاعتزاز بشخصيتهم وأسوة للاقتداء.

 

 

 

 

 

 

 

 

تقديم
التعريف بالمؤسسة
الشيخ عمي سعيد
التربية والتعليم
الأنشطة والأخبار
فضاء الطالب والأستاذ
معهد عمي سعيد
مدرسة عمي سعيد
قسم التخصص
قسم التراث والمكتبة
قسم الدورات والتربصات
قسم المناهج والتكوين
قسم الإعلام والعلاقات
نادي النشاط الثقافي والرياضي
زوارنا من
زوارنا من
المتواجدون حاليا