موقع إروان   أضفنا إلى المفضلة اجعلنا صفحة البداية   الصفحة الرئيسة
خارطة الموقع ساهم معنا اتصل بنا سجل الزوار مواقع فرعية  
 
 
 
 
مساهمات فكرية - خطب   2011-11-12
من معاني عيد الأضحى المبارك: التضحية
 

من معاني عيد الأضحى المبارك: التضحية

الخطبة الأولى

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة، ورضي لنا الإسلام دينا، والصلاة والسلام على النعمة المسداة، والرحمة المهداة نبينا محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

أيها الإخوة المؤمنون:

لازلنا نعيش هذه الأيام نفحات عيد الأضحى المبارك ونتنسم نسماته ونعيش ذكرياته، فهو حدث لا يمكن أن ينتهي بنهاية يومه، إنه مظهر من مظاهر الدين، وشعيرة من شعائره المعظمة التي تنطوي على حكم عظيمة، ومعان جليلة، وأسرار بديعة لا تعرفها الأمم في شتى أعيادها.

فالعيد في معناه الديني شكر لله على تمام العبادة، لا يقولها المؤمن بلسانه فحسب، ولكنها تعتلج في سرائره رضا واطمئنانا، وتنبلج في علانيته فرحا وابتهاجا، وتُسفر بين نفوس المؤمنين بالبشر والأنس والطلاقة، وتمسح ما بين الفقراء والأغنياء من جفوة.

والعيد في معناه الإنساني يومٌ تلتقي فيه قوة الغني، وضعف الفقير على محبة ورحمة وعدالة من وحي السماء، عنوانها الإحسان والتوسعة.

يتجلى العيد على الفقير المترب، فيطرح هموهه، ويسمو من أفق كانت تصوره له أحلامُه، وينسى مكاره العام ومتاعبَه، وتمحو بشاشةُ العيد آثارَ الحقد والتبرم من نفسه، وتنهزمُ لديه دواعي اليأسِ على حينِ تنتصر بواعثُ الرجاء.

والعيد في معناه النفسيِّ حدٌّ فاصل بين تقييد تخضع له النفس، وتَسكُنُ إليه الجوارح، وبين انطلاق تنفتح له اللهوات، وتتنبه له الشهوات.

والعيد في معناه الزمني قطعة من الزمن خصصت لنسيان الهموم، واطِّراحِ الكلفة، واستجماع القوى الجاهدة في الحياة.

والعيد في معناه الاجتماعي يوم الأطفال يُفيض عليهم بالفرح والمرح، ويومُ الفقراء يلقاهم باليُسر والسَّعة، ويومُ الأرحام يجمعها على البر والصلة، ويومُ المسلمين يجمعهم على التسامح والتزاور، ويومُ  الأصدقاء يجدد فيهم أواصرَ الحب ودواعيَ القرب، ويومُ النفوسِ الكريمةِ تتناسى أضغانها، فتجتمعُ بعد افتراق، وتتصافى بعد كَدَر، وتتصافح بعد انقباض.

وفي هذا كله تجديد للرابطة الاجتماعية على أقوى ما تكون من الحب والوفاء والإخاء، وفيه أروع ما يضفي على القلوب من الأنس، وعلى النفوس من البهجة، وعلى الأجسام من الراحة.

وفيه من المغزى الاجتماعي -أيضا- تذكيرٌ لأبناء المجتمع بحق الضعفاء والعاجزين؛ حتى تشملَ الفرحةُ بالعيد كلَّ بيت، وتعمَّ النعمةُ كلَّ أسرة.

وإلى هذا المعنى الاجتماعي يرمز تشريع صدقة الفطر في عيد الفطر، ونحرِ الأضاحي في عيد الأضحى؛ فإن في تقديم ذلك قبل العيد أو في أيامه إطلاقا للأيدي الخيرة في مجال الخير؛ فلا تُشرقُ شمسُ العيد إلا والبسمةُ تعلو كلَّ شفاه، والبهجةُ تغمر كل قلب.

العيد في الإسلام سكينة ووقار، وتعظيم للواحد القهار، وبُعدٌ عن أسباب الهلكة ودخول النار، والعيد مع ذلك كلِّه ميدانُ استباقٍ إلى الخيرات، ومجالُ منافسة في المكرمات.

وليس السرُّ في العيد يومَه الذي يبتدئ بطلوع الشمس وينتهي بغروبها، وإنما السر فيما يعمر ذلك اليوم من أعمال، وما يغمره من إحسان وأفضال، وما يغشى النفوسَ المستعدةَ للخير فيه من سمو وكمال؛ فالعيد إنما هو المعنى الذي يكون بعد العيد لا اليومَ نفسه.

ولئن كان من حق العيد أن نبهج به ونفرح، وكان من حقنا أن نتبادل به التهاني ونطرحَ الهموم ونتهادى البشائر، فإن حقوق إخواننا المشردين المعذبين شرقا وغربا تتقاضى أن نَحزنَ لمحنتهم ونغتم، ونُعنى بقضاياهم ونهتم؛ فالمجتمع السعيد الواعي هو ذلك الذي تسمو أخلاقُه في العيد إلى أرفعِ ذروةٍ، ويمتدُّ شعورُه الإنساني إلى أبعدِ مدى، وذلك حين يبدو في العيد متماسكا متعاونا متراحما، حتى ليخفَقُ فيه كلُّ قلب بالحب والبر والرحمة، ويتذكرُ فيه أبناؤه مصائبَ إخوانهم في الأقطار حين تنزلُ بهم الكوارثُ والنكبات.

ولا يراد من ذلك تذارُفُ الدموع، ولبسُ ثياب الحداد في العيد، ولا يراد منه -أيضا- أن يعتكف الإنسان كما يعتكف المرزوءُ بفقدِ حبيبٍ أو قريبٍ، ولا أن يمتنع عن الطعام كما يفعل الصائم، وإنما يراد من ذلك أن تظهر أعيادُنا بمظهر الأمة الواعية، التي تَلزَمُ الاعتدال في سرائها وضرائها؟ فلا يحول احتفاؤها بالعيد دون الشعور بمصائبها التي يرزح تحتها فريق من أبنائها، ويراد من ذلك أن نقتصد في مرحنا وإنفاقنا؛ لنوفر من ذلك ما تحتاج إليه أمتُنا في صراعها المرير الدامي، ويراد من ذلك -أيضا- أن نشعر بالإخاء قويا في أيام العيد، فيبدو علينا في أحاديثنا عن نكبات إخواننا وجهادهم ما يقوي العزائم، ويشحذ الهمم، ويَبسطُ الأيدي بالبذل، ويُطلق الألسنة بالدعاء؛ فهذا هو الحزن المجدي الذي يُترجَم إلى عمل واقعي.

أيها المسلم المحتفل بالعيد:

هلا استعددت -وقد غمرتك نفحات العيد- للتفريج عن كربةِ مَن حولك من البؤساء والمعدمين، من جيران أو أقربين؟ هل فتشت عن هؤلاء وسألت عن حاجاتهم، وبادرت في إدخال السرور إلى قلوبهم؟ وإن لم يسعدك المال فلا أقلَّ من أن يُسعدَك المقالُ بالكلمة الطيبة، والابتسامة الحانية، والخفقة الطاهرة.

وهل تذكرت صبيحة العيد، وأنت تُقبِل على والديك، وتأنَسُ بزوجك وإخوانك وأولادك وأحبابك، فاجتمع الشمل على الطعام اللذيذ، والشراب الطيب، هل تذكرت يتامى لا يجدون في تلك الصبيحة حنانَ الأب؟ وأيامى قد فقدن ابتسامة الزوج، وآباءً وأمهاتٍ حرموا أولادَهم، وجموعا كاثرة من إخوانك شردهم الطغيان، ومزقهم كلَّ ممزق؟ فإذا هم بالعيد يشرقون بالدمع، ويكتوون بالنار، ويَفْقِدون طُعْمَ الراحة والاستقرار.

وهل تذكرت في العيد وأنت تأوي إلى ظلك الظليل، ومنزلك الواسع، وفراشك الوثير، هل تذكرت إخوانا لك يفترشون الغبراء، ويلتحفون الخضراء، ويتضورون في العراء؟

وهلا استحضرت أنك حين تأسو جراحهم، وتسعى لسد حاجتهم أنك إنما تسد حاجتك، وتأسو جراحك؟ (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض)، (وما تنفقوا من خير فلأنفسكم)، و (من عمل صالحا فلنفسه) و"من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" ، و"من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم" و"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر".

بارك الله للمسلمين عيدهم، ومكن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه تجدوه غفورا رحيما.


 

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي جعل لنا مواسم ومحطات نستفيد منها في مسيرتنا، وجعل لنا قدوات نتأسى بها في حياتنا، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، أما بعد:

أيها الإخوة المؤمنون:

إنه لا عزة للأمة الإسلامية ولا مكانة لها ما دامت لا تضحي لدينها، ولا تثأر لعقيدتها، ولن تنال العزة والقوة والتمكين في يوم من الأيام بالمال والجاه، أو الانهزامية والخذلان.

أيها المسلمون:

لقد أودع الله لنا في عيد الأضحى مثلا رائعا في التضحية ألا وهي تضحية أبينا إبراهيم عليه السلام وفداؤه بابنه إسماعيل، ثم أنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم قرآنا يتلى يأمره ويأمرنا بالاقتداء بإبراهيم قائلا: (ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين) وقائلا: (ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل).

أيها المسلمون:

إن أي تمكين للمسلمين لدينهم في الأرض وأيَّ رفعة ورقي لا يكون بالأحلام والأمنيات، وإنما بالتضحية والمجاهدة والصبر والمصابرة، وقرآننا مليء بهذه المعاني، وإنما نجاحُ كلِّ دعوات الأنبياء كان وارءها التضحيةُ بكل عزيز وغال، فهذا نبي الله نوحٌ لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، فهذه تضحية بالجهد والوقت في سبيل الله، وهذا نبي الله يعقوب ضحى بأعز ولديه إلى قلبه، وهذا تضحية بفلذات الأكباد، وإذا استقرأنا دعواتِ الأنبياء نجد أن كل نبي لم ينصره الله إلا بعد أن ضرب أروع الأمثلة في التضحية والبذل.

أيها المسلمون:

لقد ضرب لنا جيلُنا الأول من الصحابة أروع ما عرفه التاريخ من التضحيات والإقدام والشجاعة حتى خافت الفرس والروم آنذاك من هذا السيل الجارف والقوة الكاسرة، ولقد كانت المبادئُ عندهم والغاياتُ التي يسعون لتحقيقها هي رفعةَ الدين، ونصرةَ الدعوة وحمايةَ العقيدة، فبذلوا لتحقيقها كل غاية ووسيلة صغرت أم كبرت، فلقد ضحى المهاجرون بوطنهم ودورهم وأوطانهم خدمة للدين، وضحى الأنصار بأموالهم وممتلكاتهم ومنحوها مناصفة لإخوانهم المهاجرين فتكونت تلك الأمةُ المسلمةُ التي امتدحها الله في القرآن الكريم.

كما ضحى التابعون والسلف الصالح من بعدهم فوصل إلينا هذا الدينُ صافيا من الشوائب، فهذا الإمام أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة ضحى بأطايب الدنيا ومُتعها وبأن يكون من علماء القصور والبلاط وبأن يغدق عليه من الأموال ما لا يحصى ولا يعد، فاختار الغار مدرسة يأوي إليها داعيا إلى الله مستترا عن أعين الجبابرة والظلمة، كما ضحى من بعده الإمام أبو عبد الله محمد بن بكر الفرسطائي فسن لنا نظام العزابة ومنح حياته للعلم والتعلم والدعوة إلى الله، ومن الذين شهد لهم القاصي والداني بالتضحية قطب الأئمة الذي نحتفل هذه الأيامَ بذكراه المئويةِ، وأقلام الباحثين وألسنتُهم تتعجب من تلك الإنجازات والأعمال الجليلة، إنها التضحية، إنه البذل والعطاء، إنها المجاهدة في سبيل الله تعالى، إنه المذاق الحلو لنعيم الجنة يستحضره هؤلاء فينطلقون في العمل الجاد المثمر، إنه الاستشعار لعظم المسؤولية وخطبها والخوف من النار وجحيمها حال التقصير والتلكؤ.

أيها الأخوة المؤمنون:

لقد ساد هؤلاء يوم أن كانوا أسوداً للإسلام وحماة للدين وسياجاً واقياً قوياً للعقيدة، وذللنا يوم أن اتخذنا العزة بالدنيا والدرهم، وهُنّا على الله وعلى الناس يوم أن اتخذنا الدنيا وطناً وسكناً، ووالينا لأجلها وعادينا لأجلها، فلأجلها نرضى ولأجلها نغضب.

أيها المسلمون:

أفيقوا واعلموا أنكم أصحابُ أمجادٍ وتاريخٍ عريقٍ، وأصحابُ بطولاتٍ لم يعرف التاريخ لها نظيراً، فاربَؤوا بأنفسكم أن تكونوا أذلاء صاغرين لا قيمة ولا عزة لكم، وارفعوا أنفسَكم عن سفاسفِ الأمور، وتطلعوا إلى معاليها، وإياكم والمعاصيَ والاستسلام للمحرمات صغرت أم كبرت، وإن الخلْق لا يهونون عند الله إلا حينما يخالفون أمره، كما قال الله تعالى: ومن يهن الله فما له من مكرم .

انتصر على نفسك على الأقل القليل، إن لم تستطع أن تكون كهؤلاء في إقدامهم وشجاعتهم، فلا أقل من أن تكون منتصراً على نفسك مسيطراً عليها، كم من إنسان تغلبُه نفسُه وتتحكمُ به شهواته، فما أن يظهر على الساحة أيُّ معصية أو فتنة حديثة إلا وانجرف وراءها.

ماذا عساك أن تنتظر من هؤلاء وهم لم ينتصروا على أنفسهم التي بين جنباتهم فحسب، وإنما انتصروا على الأحوال التي من حولهم وقهروها وحولوها إلى ما فيه الخير والصلاح فـ (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).

أيها الإخوة المؤمنون:

إني داع فأمّنوا: اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا وفي يومنا هذا وفي ساعتنا هذه ولعلها ساعة الإجابة أن لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته ولا عيبا إلا سترته ولا هما إلا فرجته ولا كربا إلا نفسته، ولا دينا إلا قضيته ولا مريضا إلى شافيته، ولا غائبا إلا رددته، ولا ضالا إلا هديته، ولا دعاء إلا استجبته ولا رجاءا إلا حققته، ولا بلاء إلا كشفته، ولا سائلا إلا أعطيته ولا محروما إلا رزقته ولا جاهلا إلى علمته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة لك فيها رضا ولنا فيها صلاح إلا يسرتها لنا.

اللهم اجعل الموت خير غائب ننتظره والقبر خير بيت نعمره، واجعل ما بعده خيرا منه.

اللهم إنا نسألك أن تعمر قلوبنا بالإيمان وأن تهب كلا منا لسانا صادقا ذاكرا، وقلبا خاشعا منيبا، وعملا صالحا زاكيا، وإيمانا خالصا ثابتا، ويقينا صادقا، وعلما راسخا نافعا، ورزقا حلالا واسعا.

اللهم إنا نسألك أن تهب لنا إنابة المخلصين، وخشوع المخبتين، ويقين الصديقين، وسعادة المتقين، ودرجة الفائزين، يا أفضل من قصد، وأكرم من سئل، وأحلم من عصي، يا الله يا ذا الجلال والإكرام، اللهم أحينا على الإسلام وأمتنا على الإسلام واجعلنا من أتباع نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم احشرنا في زمرته، وابعثنا تحت لوائه، اللهم اسقنا من حوضه المورود شربة لا نظمأ بعدها أبدا، ولا تفرق ربنا بيننا وبينه حتى تدخلنا مدخله.

إخوة الإيمان:

(إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون)، هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه، فقال: ]إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما[ ويقول r: ]من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا[ فاللهم صل على نبيك وحبيبك محمد r واعرض عليه صلاتنا وسلامنا في هذه الساعة المباركة يا رب العالمين، (سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين).

مسجد بابا السعد الشرقي: يوم الجمعة 15 ذي الحجة 1432هـ /11 نوفمبر 2011م

كاتب الخطبة وملقيها الأستاذ: إبراهيم بن عمر بورورو

 

 

 

 

 

 

 

 

تقديم
التعريف بالمؤسسة
الشيخ عمي سعيد
التربية والتعليم
الأنشطة والأخبار
فضاء الطالب والأستاذ
معهد عمي سعيد
مدرسة عمي سعيد
قسم التخصص
قسم التراث والمكتبة
قسم الدورات والتربصات
قسم المناهج والتكوين
قسم الإعلام والعلاقات
نادي النشاط الثقافي والرياضي
زوارنا من
زوارنا من
المتواجدون حاليا