موقع إروان   أضفنا إلى المفضلة اجعلنا صفحة البداية   الصفحة الرئيسة
خارطة الموقع ساهم معنا اتصل بنا سجل الزوار مواقع فرعية  
 
 
 
 
مساهمات فكرية   2011-11-21
ماذا يـــوجد في هواتف المراهقين؟
 

أصبح امتلاك المراهقين للهواتف المحمولة شيئا عاديا ومألوفا، بل أصبح عدم امتلاك مراهق لهاتف هو الشيء الغريب والشاذ، والأخطر أننا بتنا نشاهد بعض الأطفال يحملون هواتف محمولة في المدارس والأسواق.

ومع كل الدراسات التي تؤكد خطورة الهاتف المحمول على الأطفال والمراهقين فإن السؤال الذي يطرح نفسه: هل تخضع هذه الهواتف إلى مراقبة الأهل لكي يعرفوا ماذا يوجد فيها؟ هذا التحقيق يبحث عن إجابة لهذا السؤال الصعب: ماذا يوجد في هواتف المراهقين؟

لو سألت أي مراهق هذه الأيام عن أكثر الأشياء التي يراها ضرورية ولا يستطيع الاستغناء عنها في حياته ولو لدقائق معدودات، ستكون الإجابة من دون تفكير: الهاتف المحمول! لذا لا أندهش عندما أقرأ نتائج الدراسات التي تظهر بين الفينة والأخرى وتتناول علاقة المراهقين بالهاتف المحمول وتأثيره عليهم. فقد أظهرت دراسة مثيرة قامت بها شركة متخصصة في الهواتف المحمولة في كوريا الجنوبية عن علاقة المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاما بالهاتف المحمول؛ أن الهاتف المحمول هو أعز مقتنيات المراهقين، وأن أقسى عقاب يمكن أن يتعرض له المراهق هو حرمانه من هاتفه المحمول الذي يمثل مفتاح علاقته بالعالم.

ومن النتائج المثيرة التي توصلت إليها هذه الدراسة أن ما يقرب من 80 في المائة من المراهقين أكدوا أن الهاتف المحمول أكثر الأشياء ضرورية في حياتهم، لكونه يستحيل من دونه الاتصال بأصدقائهم وإرسال واستقبال الرسائل القصيرة والصور والأفلام.

كما قالت دراسة سعودية إن 70% من المواد التي يتم تناقلها بين المراهقين السعوديين عبر الهاتف المحمول هي مواد إباحية، وإن أكثر من 08% من هذه المواد تحتوي على العنف، وقالت الدراسة إن 88% من الفتيات المراهقات اللواتي يمتلكن هاتفا محمولا هن ضحايا للتحرش بالهاتف المحمول عن طريق تقنية البلوتوث.

هذه الدراسة السعودية بالطبع تنطبق على الكثير من الدول العربية، فلو فتحت هواتف الغالبية العظمى من مراهقينا لوجدت العجب: أفلام إباحية، أغاني فيديو كليب خليعة، نكت جنسية فاضحة، شعارات وصور عنيفة.. وما خفي كان أعظم.

هتلر في هاتف مراهق:

أجريت تجربة للإجابة عن السؤال: ماذا يوجد في هواتف المراهقين؟ تم اللقاء بمجموعة من المراهقين وعرض عليهم موضوع هذا التحقيق وسئلوا إن كانوا يسمحون بالتعرف على محتويات هواتفهم المحمولة، مع العلم أن شخصياتهم ستظل مجهولة فلا صور ولا أسماء. بالطبع استهجنوا الطلب من الوهلة الأولى، إلى درجة أن أحدهم قال: أبي لا يطلع على محتويات هاتفي، فهل تريد أن أسمح لكم بذلك؟

لكن من ضمن من التقي بهم اثنين من المراهقين قررا بجرأة أثارت العجب الموافقة على الطلب بفتح ذاكرة هاتف كل منهما.

في الهاتف الأول وجدت مواد إباحية وأغاني فيديو كليب ممنوع عرضها في الكثير من الفضائيات؛ لكن أكثر ما يلفت النظر أن هذا المراهق وضع على شاشة هاتفه صورة الزعيم النازي الراحل هتلر وهو يرتدي زيه العسكري بالصليب المعكوف وشعار الحزب النازي. وعندما سئل عن السر وراء اختيار صورة هتلر أكد أنه نجمه المفضل.

أما صاحب الهاتف الثاني فيبدو أنه من المهووسين بالسيارات، فقد احتوى هاتفه على عدد كبير من لقطات حوادث تصادم بين السيارات، بالإضافة إلى قصص جنسية طويلة مكتوبة بالعربية، وعدد كبير من الملفات تتعلق بفضائح المشاهير، خاصة العرب منهم، حيث وجد عدد من أسماء النجوم وقبل كل اسم تسبقه كلمة فضيحة.

هوس كويتي يحتاج إلى دراسة:

"د. خليل عبد الله" أستاذ تكنولوجيا المعلومات بجامعة الكويت يقول إن الهاتف المحمول في المجتمع الكويتي، خاصة بين المراهقين، أصبح هوسا يحتاج إلى دراسة معمقة.

يقول: "الهوس بالهاتف المحمول وتوابعه (من الحصول على الأرقام المميزة، وأحدث الموديلات والإكسسوارات وتغيير الهاتف كل فترة قصيرة) أصبح ظاهرة تستحق الدراسة حقا. وللأسف الشديد لا توجد على حد علمي دراسة واحدة أجريت في الكويت لدراسة تأثير الهاتف على المراهقين.

وأعتقد أن هوس المراهقين بالهاتف يرجع إلى أنه يمثل خصوصية كبرى للمراهق حيث اختزل عالمه الخاص في هذا الجهاز الصغير الذي يمكنه من إنشاء عالمه السري الخاص به من خلال الاتصالات وتبادل الرسائل والملفات المصورة.

وأنا أتخيل أنك لو فتحت هاتف أي مراهق ستجد عالما غريبا من الأشياء، ربما رسائل تحتوي على اللغة الجديدة المتبادلة بين الشباب، وربما على أفلام ومواد إباحية ونكت سياسية ومواد عنف، لكني أعتقد أن معظم هذه المواد هي نوع من التمرد، لكنها تتوقف في النهاية على سلوك المراهق.

الأخطر ليس ما يتداول بين المراهقين أو ماذا يوجد في هواتفهم؟ ! إنما الأخطر ما يتداوله الكبار الذين يجب أن يمثلوا القدوة لهؤلاء الصغار. فعندما يتداول المراهقون نكتة ساخنة أو مشهدا إباحيا قد نعطيهم العذر ونرجع تصرفهم إلى طيش المرحلة العمرية التي يمرون بها، لكن ماذا عن الكبار الذين يتداولون هذه المواد وتمتلئ هواتفهم بها؟ بل الأخطر أن يتبادل الكبار هذه المواد مع المراهقين كما يحدث في بعض المدارس بين الطلاب والمعلمين... هذا شيء خطير؟ ؟ ".

الدولة تتحمل المسؤولية:

ويُحمِّل د. عبد الله الدولة مسؤولية سوء استخدام الهاتف المحمول بين المراهقين فيقول: "أعتقد أن الأمر تتحمله الدولة ممثلة في الجهات والمؤسسات المعنية بالشباب، التي لا تقوم بتوعية هؤلاء المراهقين بخطورة استخدام الهاتف بطريقة غير لائقة، ولا تبتكر أفكارا تجعل المراهقين يستخدمون الهاتف بصورة مثالية ونافعة.

مثلا في مصر أقيم مهرجان لأفلام الهاتف المحمول، عرضت فيه أفلام قصيرة يصورها الشباب بهواتفهم، فلو قدمت الدولة والجهات المعنية مسابقات من هذا النوع لأجمل لقطة أو أجمل فيلم يصوره المراهق بالهاتف المحمول، لفرغنا طاقة هؤلاء المراهقين في أشياء مفيدة، وحرضناهم على استغلال الهاتف في إبداع أشياء جيدة، بدلا من الفراغ القاتل الذي جعل الهاتف المحمول الأداة التي يشغل بها المراهقون فراغهم بطريقة عبثية لقتل الوقت.

راقبوا هواتفهم بوعي:

لقد أجريت العديد من الدراسات في المجتمعات الغربية والعربية لرصد مخاطر الهاتف على هذه الشريحة المهمة من المجتمع، لكن تبقى ملاحظة مهمة وهي أن الدراسة التي تجرى في دولة ما ليست معيارا للحكم على سوء استخدام الهاتف من قبل المراهقين في دولة أخرى.

لكن في الوقت نفسه نؤكد على أن وجود الهاتف في أيدي المراهقين والأطفال من دون رقابة أسرية يمثل خطورة كبيرة لما يمكن أن يقع في أيديهم من مواد إباحية وعنف، والأخطر هنا أن هؤلاء الصغار ينزعون في هذه السن إلى التقليد ويمكن أن يقلدوا ما يشاهدونه من عنف.

يجب أن يعي الآباء أنهم لا يستطيعون منع أبنائهم من اقتناء الهاتف المحمول لأنه يمثل للمراهق الكثير من المعاني، فهو صلة اتصاله بالعالم، وهو مفتاح الخصوصية التي لا يوفرها له المجتمع. لكن الأمر يحتاج إلى رقابة أسرية واعية.

بعض الأسر تمارس الدكتاتورية على أبنائها وتفتش في هواتفهم من دون علمهم، وهذا أسلوب غير فعال؛ لأن المراهق الذي يتفوق على الأبوين في استخدام التكنولوجيا يمكن أن يجد أساليب كثيرة للخداع والتغلب على رقابة الأسرة لكي لا يقع ما لا يريد أن تراه الأسرة في أيدي الأبوين.

الحل يكمن في الرقابة الواعية عن طريق الحوار مع هؤلاء المراهقين؛ فقبل شراء الهاتف يجب أن يعقد الأهل اتفاقا مع المراهق: سنشتري لك الهاتف الذي تريده لكن عليك أن تستخدمه بطريقة سوية وليس في استقبال المواد غير اللائقة وتبادلها. ويمكن إقناع المراهق بأن يعرض هاتفه على الأب أو الأم كل فترة للتأكد من التزامه بالآداب.

من مجلة الأصالة والثقافة- العدد 38- السنة الدراسية 2010/2011م

حسان بن أحمد بوسنان

السنة الثالثة متوسط

 

 

 

 

 

 

 

 

تقديم
التعريف بالمؤسسة
الشيخ عمي سعيد
التربية والتعليم
الأنشطة والأخبار
فضاء الطالب والأستاذ
معهد عمي سعيد
مدرسة عمي سعيد
قسم التخصص
قسم التراث والمكتبة
قسم الدورات والتربصات
قسم المناهج والتكوين
قسم الإعلام والعلاقات
نادي النشاط الثقافي والرياضي
زوارنا من
زوارنا من
المتواجدون حاليا