موقع إروان   أضفنا إلى المفضلة اجعلنا صفحة البداية   الصفحة الرئيسة
خارطة الموقع ساهم معنا اتصل بنا سجل الزوار مواقع فرعية  
 
 
 
 
مساهمات فكرية   2012-01-08
مجتمعنا والتخطيط الاستراتيجي
 

مقدمة:

إن الإيمان بالغيبيات قاعدة أساسية ومرتكز من مرتكزات ديننا الذي لا يكتمل بدونه، والتوفيق بين الغيب والأخذ بالأسباب أمر واجب، وبدونه تعتبر رؤى المسلم قاصرة مبتورة لا يمكنها أن تحمل صاحبها على بلوغ الهدف المنشود؛ فهي دوماً تنحرف به عن المسار أو تتنكب به الطريق.

ولولا أهمية هذا العلم في حياة الأمة والتخطيط لمستقبلها لما فتح الرسول e وصحابته الدنيا وعمروها، ولما أنشؤوا الدواوين وصكوا النقود وجهزوا الجيوش ورفعوا من قدر العلم والعلماء، يوم أن كان يشار إلينا بالبنان.

ما هو التخطيط الاستراتيجي؟

التخطيط الاستراتيجي:

هو تحديد اتجاه منظمة ما (مؤسسة، حزب، حركة، مجتمع) في المرحلة المقبلة. وهو تخطيط بعيد المدى يأخذ في الاعتبار المتغيرات الداخلية والخارجية ويحدد القطاعات والشرائح السوقية المستهدفة وأسلوب المنافسة. وباختصار فالتخطيط الاستراتيجي هو عملية متجددة يتم تحديثها كل عام لدراسة المستجدات الخارجية والداخلية.

منطلقات التخطيط الاستراتيجي:

يتطلب التخطيط الإستراتيجي أن تقوم المنظمة بوضع رؤيا لما تراه لنفسها في المستقبل وفق مايلي:

ü  ينظر التخطيط الاستراتيجي إلى الصورة الواسعة من منطلق طويل المدى.

ü  يتطلب التخطيط الاستراتيجي المسؤولية والالتزام تجاه المشاركة.

ü  يتم تطبيق الخطة الاستراتيجية من خلال خطة تنفيذية مرحلية.

ü  يترافق مع الخطة الاستراتيجية خطة سنوية -فصلية–يومية على مستوى عملي.

إعداد الرؤيا والرسالة:

ü  الرؤيا: تمثل واقعاً بعيد المدى لا نلمسه حاليا، قد نصله أو لا نصله، ولكنه وضع مستقبلي نحلم بالوصول إليه.

ü  الرسالة: أكثر واقعية وتساعدنا في التعرف على الطرق والوسائل التي ستقودنا إلى تحقيق الرؤيا.

مشروع النهوض بالأمّة الإسلامية:

كلٌّ منا يتساءل ويفكر دائما: لماذا نحن في هذا الحال من الذل والهوان؟ لماذا شعوبنا ساخطة على النظام برمته؟ وكيف ننهض بأمتنا إن كانت بحاجة إلى نهضة؟ وهل ستنهض يوما ما؟ وهل ثمة أمل؟ وما دور كل واحد منا؟ أم لا داعي فالأمة بخير؟

لا ريب أن النهضة مشروع كبير، لأنه مشروع أمة، وبالتالي لايمكن أن يكون بالقوة وحدها، ولا بالفكر وحده، ولا بحماس الشباب وحده، ولا بخبرة الكهول وحدها، ولا بالتنظير دون الجهاد، ولا بالجهاد دون التخطيط السليم، ولاريب أيضا أن مشروع النهضة لن يكون ناجحا إلا إن انطلق من هدى الوحي، لأن الله تعالى قال: ﴿ فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾[البقرة: 137].

فيجب أن يكون مشروع النهضة منطلقا من ثلاثة أركان:

ü  الأول: التمسك بالشريعة السمحة والاهتداء بها قبل كل شيء.

ü  الثاني: التخطيط السليم للأهداف، والأهداف المرحلية والخطوات، وترتيب الأولويات بشكل صحيح.

ü  الثالث: مد الجسور والتعاون بين كل الطاقات، وتجنب تشتيت المشروع في الصراع الداخلي.

واقع التخطيط الاستراتيجي في مجتمعنا:

إذا حاولنا أن نسقط المعايير النظرية للتخطيط على واقع مجتمعنا المحلي، والبحث عن مدى تفاعل المؤسسات المسيرة والهيئات المشرفة عليه مع التغيرات التي توجه المجتمع، سنجد أن التخطيط الاجتماعي والمدني شبه غائب؛ أو على الأقل هو مفتقر إلى الآليات الفعالة والمدروسة.

التحديات المحلية وضرورة التخطيط لها:

إن مجتمعنا يعاني من عشوائية في التنظير وعفوية في التنظيم، فهناك العديد من التساؤلات المطروحة على الواقع المحلي؛ ولكنها في الأخير تفتقر إلى إجابات مقنعة، أو قل لها إجابات بدون مجيب، من ذلك:

ü ما هي معالم المجتمع المنشود؟

فنحن نرى كل فرد وكل تيار يشكو من تردي الأحوال الاجتماعية والدينية... ويحشد لذلك جهوده ونظرياته لمعالجة المشكل. ولكن كمجتمع له قيم مشتركة وتاريخ مشترك ومصير مشترك: إلى أين نريد الوصول؟ طبعا؛ لا نريد تلك الإجابات المألوفة، التي لا تخدم إلا أهواء تيارات ضيقة النظر؛ ترى في ذاتها كل الصواب والحق والنجاة. وهذا بعينه عجز عن التخطيط الاستراتيجي الذي تتبناه كل شرائح الأمة مجتمعة ومتفقة. وإذا لم نتفق في الإجابة عن السؤال: ما هي معالم...؟ فكيف نتفق في الإجابة عن السؤال: كيف نصل إلى المجتمع المنشود؟

ü الزحف العمراني للسكان، ما خطة التسيير؟

إن التوسع الذي تشهده البلدة خاصة بعد الفيضانات العارمة؛ والذي يتجلى في نشأة قصور جديدة (واد نشو، بوهراوة، أعزم... "، قد جعل التعريف القديم للبلدة: "غرداية ذات القصور السبعة" يتجاوزه الزمن، وتتخطاه المعايير العرفية، وهذا يطرح مشكلا معقدا: من لهؤلاء؟ ومن لتربية أبنائهم؟ ومن لأمر دينهم؟ بل ومن لتعزيز انتمائهم؟ ؟

لم نعد ذلك المجتمع المحدود الضيق، نتحكم فيه بأبسط الوسائل، وتحتويه كل التنظيمات العرفية المعهودة، ولكن أليس هذا التطور السريع من دواعي التفكير في دعم الأنظمة العرفية لتوسيع صلاحياتها وطاقات استيعابها؟ نحن في حاجات إلى من يفكر باستراتيجية ومنهجية رفيعة.

ü تيارات علمانية غربية ودينية غريبة؟

لا نزال يا للأسف نفكر تفكير قرون ماضية وكأننا في مجتمع مغلق محاط بأسوار وأبراج مراقبة؟! ولكن لم ننتبه بأننا نراقِب كل تيار غريب في العالم من برج التلفزة والإنترنت. حتى أصبحنا نحيط علما وعملا بكل ما يأتي من وراء هذه الأسوار الوهمية حتى انفلت الزمام.

ولكن؛ رأينا ونرى كيف ضعف جهاز المناعة في هذا المجتمع الأصيل ذي العقيدة الشماء، فأصبحنا نلوم بعضنا البعض بدل أن نجمع أطرافنا ونوحد أمرنا على رأس مدبرة ومرجعية تتولى أمرنا.

كل هذه وغيرها دليل على غياب التخطيط الاستراتيجي...؟

عقبات تقف أمام التخطيط الاستراتيجي في مجتمعنا:

هناك بعض العقبات التي يتطلب منا مجاوزتها حتى نحقق المطلوب، أهمها:

1-  التغيرات السريعة والتطور المتقلب على الساحة المحلية والوطنية والعالمية، وبالتالي فنحن بحاجة إلى تخطيط يتسم بالمرونة والليونة، مع الإحكام والخبرة ليكون في مستوى التغيرات وقوة تقلب الأحداث.

2-  دراسة ما مدى إمكانية استقلال التخطيط المحلي عن خطة الجهات الرسمية والجهاز الحكومي؟ أم أن الواقع يقتضي المسايرة أو على الأقل الانسجام النسبي مع الخطط العليا.

3-  ضعف الجهاز التنفيذي؛ وهذا يرجع لأسباب عدّة أهمها هو تشتت الجهود وانفصال إمكانات المنظمات القائمة على شؤون الأمة المحلية.

خاتمة:

قد يبدو أن الأمر جليل والحلّ عويص، ولكن إذا ما وضعناها تحت الدراسة والكشف سنجدها مجرد تحديات ضعيفة وعقبات يسيرة لن تقدر على مواجهة قوة العقل الإنساني المسلم، ولن تقف في وجه قوة الأمة الموحّدة، بل هي أصغر من عظمة القلب السليم والفكر القويم، والطاقات المادية والمعنوية المجنّدة.

فالموهوبون لهم القدرة على تجنيد الطاقات للحفاظ على مسار المشروع حتى يبلغ نهايته، لأنه من المعلوم أن كل مشروع لأي أمة يجب أن يحمل عقيدة، وتخطيطا، وحشدا للطاقات وتوجيهها نحو الهدف.

وروّاد النهضة الذين تفاخر بهم الحضارة الأوروبية، هم قلة حملوا المشاعل يكشفون للناس جمال الماضي، وإمكانية الفعل في المستقبل، ولم توجد الفئة التي دعت إلى القطيعة مع الماضي، واليأس من المستقبل.

من مجلة الأصالة والثقافة – العدد 38 – للسنة الدراسية 2010-2011

الطالب: قاسم بن بكير قزريط - السنة الثانية ثانوي علوم تجريبية

 

 

 

 

 

 

 

 

تقديم
التعريف بالمؤسسة
الشيخ عمي سعيد
التربية والتعليم
الأنشطة والأخبار
فضاء الطالب والأستاذ
معهد عمي سعيد
مدرسة عمي سعيد
قسم التخصص
قسم التراث والمكتبة
قسم الدورات والتربصات
قسم المناهج والتكوين
قسم الإعلام والعلاقات
نادي النشاط الثقافي والرياضي
زوارنا من
زوارنا من
المتواجدون حاليا